لوحة الموجه التـاسعــة

لوحة الموجه التـاسعــة

الموجه التـاسعــة للفنان الروسي ايفان ايفازوفسكي


ولد ايفان كونستانتينوفيتش ايفازوفسكي في مدينة فيودوسيا الروسية في العام 1817، وفي عام 1833 دخل أكاديمية الفنون الروسية حيث درس فيها رسم المناظر الطبيعية. تطوّرت موهبة ايفازوفسكي بسرعة وكان معاصرا لانبثاق عصر النهضة الروسي بعد انتهاء الحرب النابليونية والذي شهد ولادة الكثير من الأسماء اللامعة في ميادين الثقافة والموسيقى والأدب مثل بوشكين و غوغول و ليرمينتوف و ميخائيل غلينكا وغيرهم. وفي عام 1838 أرسل إلى شبه جزيرة القرم لمدة سنتين حيث رسم هناك لوحات تتناول عناصر الطبيعة.

ثم ذهب بعد ذلك إلى الخارج ليعود مجدّدا في العام 1844. وما لبث أن ُمنح لقب "أكاديمي" وُعهد إليه بمهمة رسم الموانئ العسكرية الروسية الكبرى الواقعة على بحر البلطيق.
قضى ايفازوفسكي معظم حياته في فيودوسيا المدينة التي ولد فيها، حيث اهتم بأموره الخاصة ونظّم معارض للطلبة الفقراء في أكاديمية الفنون.
اشهر لوحات ايفازوفسكي هي لوحته الجميلة "الموجة التاسعة" التي أنجزها في العام 1850م.

في هذه اللوحة تبدو موهبة الرسام في أجلى صور النضج والتبلور. اللوحة تظهر بحرا هائجا بعد عاصفة ليلية، فيما ترسل الشمس خيوطها الأولى
لتلمع فوق الأمواج الضخمة. اكبر هذه الأمواج، الموجة التاسعة، تبدو وكأنها على وشك ابتلاع البحارة الذين يصارعون من اجل النجاة بأنفسهم فوق السارية الغارقة بعد أن هلك عدد من رفاقهم.

البحارة هنا يدركون انهم لن يستطيعوا السباحة للخروج من الخطر المحدق،
وانهم يواجهون موتا محتما، ومع ذلك يتشبثون بالسارية ويصارعون العناصر من
اجل البقاء.

المشهد كله يوحي بشيئين: الإحساس باليأس ومحاولة التمسّك بالحياة.
"الموجة التاسعة" تتألف من تدرّجات لونية دافئة، فالبحر لا يبدو شريرا كثيرا، الأمر الذي يدفع الناظر إلى الظنّ الواهم بأن البحارة ربما يتمكّنون من النجاة. لكن مثل هذا الاحتمال يبدو شبه مستحيل. وبالرغم من الطبيعة المأساوية للصورة فان الفنان يبدو معجبا - بوضوح - بجمال البحر.

ولا شكّ أن موهبة ايفازوفسكي في تحكّمه بالألوان وإجادته لعبة الضوء هي التي تجعل البحر يبدو هنا طبيعيا ومتوهّجا..

إرسال تعليق

0 تعليقات