لوحة جنازة لرجل فى منتصف فصل الشتاء
من يرى هذه اللوحة سيعتقد انها للفرنسي جوزيف ماتياس الذي لم يرسم يوماً سوى شواهد القبور او اجساد في طريقها للعالم الاخر ولكن ان دقق اكثر فسيعرف أن تلك اللوحة مختلفة عن اعمال ماتياس الذى تتسم ريشته بالخفة والرشاقة , اللوحة للروسي فاسيلي بيروف وهو مؤسّس تيّار الواقعية النقدية في الفنّ الروسي. الذي كانت لوحاته دوما تركز على الجوانب المظلمة من الحياة وانتقد كثيرا لذلك فهو الذى عاش عصر التغيير الاجتماعى وانتعاش اقتصادى فى تاريخ روسيا الا أنه لم يرى سوى مساؤى كل ذلك في هذه اللوحة، يجسد الرسّام طقس الموت فى امرأة برفقة طفليها، و تنقل جثمان زوجها إلى مثواه الأخير في كفن موضوع فوق عربة يجرّها حصان ملامح الارملة غير ظاهرة ولكن من الواضح انها فى حالة حزن عميق . كتفيها المنحنيين يتحدّثان عن حزنها وعمق مأساتها. وضعية جلوسها متناغمة مع حركة الحصان الذي يجرّ العربة. والحصان، هو ايضا كأنما يجر نفسه جراً كأنّما يشعر بعمق الصدمة , لا احد يرافق الاسرة فى تشييع الجثمان , برية مثلجة وخواء مهيمن على المكان , الابنة تحتضن التابوت وتنظر الى لا شيء بينما الابن يظهر عليه اثرصدمة فراق والده ربما هو لا يعي بعد ما هو الموت .. الطبيعة الخاوية والسماء المكسوة بالغيوم الثقيلة والثلوج المترامية هنا وهناك ، كلّها ادوات تعمق الإحساس بالحزن والكأبة كذلك جاء اللون الرمادى بكل تلك الكثرة كما لو أنه شريك فى جعل الحزن محتشد ها هنا أنه الموت يكل ما فيه من الم وحزن وغموض . اللوحة تعمق الاحساس بالبساطة من خلال عمق المضمون الهمت قصيدة للشاعر نيكراسوف كانت عن جنازة لرجل في فصل الشتاء ولكن اجمع النقاد ان اللوحة كانت اكثر حزنا من القصيدة نفسها التى نظمت من اجلها
0 تعليقات